مؤشر السعادة العالمي 2024.. لبنان في المرتبة ما قبل الأخيرة

يعتمد التقرير السنوي لمؤشر السعادة العالمي، الذي بدأ في عام 2012 لتعزيز أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، على معطيات من “غالوب” الأمريكية لأبحاث السوق، والتي يقوم بتحليلها فريق دولي يقوده جامعة أكسفورد، حيث يُطلب من الأفراد في 143 دولة وإقليم تقييم حياتهم على مقياس من 0 إلى 10، حيث يعبر الرقم 10 عن أفضل حياة يمكن تخيلها، ويحسب متوسط النتائج على مدى السنوات الثلاث الماضية لتحديد التصنيفات.

 قراءة في تقرير مؤشر السعادة العالمي

  • شهدت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية الغربية الكبرى انخفاضًا في التصنيف بسبب زيادة مشاعر البؤس بين الشباب، في حين ظلت دول الشمال الأوروبي في الصدارة.
  • بينما احتفظت فنلندا بالمركز الأول بمتوسط 7.7 نقطة، تليها الدنمارك وأيسلندا والسويد.
  • في المقابل، جاء لبنان وأفغانستان في المراكز الأخيرة بمتوسط 2.7 و 1.7 نقاط على التوالي.
  • عمومًا، ترتبط التصنيفات بمستوى ازدهار الدول بشكل عام، لكن يبدو أن هناك عوامل أخرى مثل متوسط العمر المتوقع، الروابط الاجتماعية، الحرية الشخصية، والفساد تلعب دورًا في تقييمات الأفراد أيضًا.
  • كما كشف التقرير أن الولايات المتحدة خرجت من قائمة العشرين الأوائل لأول مرة، حيث تراجعت إلى المركز 23 بعد أن كانت في المركز 15 في العام السابق، وذلك بسبب انخفاض كبير في الشعور بالرفاهية بين الأمريكيين دون سن الثلاثين.
  • بينما يمكن للتصنيف العالمي للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا أن يضع الولايات المتحدة في المرتبة العاشرة، فإن تقييمات الحياة للأشخاص دون الثلاثين تضع الولايات المتحدة في المرتبة 62.

مرحلة الطفولة والمراهقة المبكرة

تتناقض هذه النتائج مع العديد من الدراسات السابقة حول الرفاهية، التي وجدت أن السعادة تصل إلى ذروتها في مرحلة الطفولة والمراهقة المبكرة قبل أن تنخفض في منتصف العمر ثم ترتفع مرة أخرى عند التقاعدي، ويقول يان إيمانويل دي نيف، أستاذ الاقتصاد بجامعة أكسفورد وأحد معدي التقرير: “الشباب، وخاصة في أمريكا الشمالية، يمرون بأزمة منتصف العمر في الوقت الحالي”.

وأشارت الدراسة إلى أن جيل الألفية والفئات العمرية الأصغر في أمريكا الشمالية يتحدثون بشكل متزايد عن الشعور بالوحدة مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا، وأضاف دي نيف أن هناك عدة عوامل يُحتمل أن تقلل من سعادة الشباب، مثل الاستقطاب المتزايد حول القضايا الاجتماعية، الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، وعدم المساواة الاقتصادية التي تجعل من الصعب على الشباب امتلاك منازلهم مقارنةً بالماضي.

دول تراجعت في التصنيف

وبينما تبرز هذه الظاهرة بشكل خاص في الولايات المتحدة، فإن الفجوة العمرية في الرفاهية كبيرة أيضًا في كندا واليابان، وإلى حد أقل في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، التي شهدت جميعها تراجعًا في التصنيفات هذا العام، وفي المقابل، شهدت العديد من الدول الشيوعية السابقة في وسط وشرق أوروبا أكبر تحسن في الرفاهية، حيث يعيش الشباب هناك حياة أفضل بكثير من كبار السن، وغالبًا ما تكون مساوية أو أفضل مما هي عليه في غرب أوروبا، وختم دي نيف بالقول: “تتقدم سلوفينيا والتشيك وليتوانيا إلى المراكز العشرين الأولى، وهذا التقدم مدفوع بشكل كامل بشبابها”.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *